الأربعاء، 27 يناير 2010

خواطر ثلاثينيه

هاتفتني صديقتني لتبلغني بالخبر الاهم في حياتها " تصدقي كملت امبارح 30" قالتها ومازال صوتها واقع تحت مقصله مفاجأه مفزعه
- طيب وعامله ايه دلوقتي
- تصدقي زي ما انتي قولتيلي بالظبط حاجه كده عامله زي شكه الدبوس
- بعد كده هتلاقي الامور ماشيه عادي وسنه بتسلم سنه بس ما اقدرش اضمن لك الاربعين بقي هتبقي عامله ازاي عموما هوصل وابقي اقولك

منذ سنتين استسلمت لقدري وقررت الولوج طواعيه للعقد الرابع الذي يشبه العقد الاجتماعي الذي بيننا وبين النظام الذي يحكمنا
يومها بدي لي العمر اشبه بمتاريس كلما توغلت في العمر سقط احدها منا
لم اشعر بأسي وانا اغادر عربه العشرين متجهه للعربه التي تليها فلم يكن هناك شيء يستحق الوقرف عنده
ربما حبي لذلك الرجل الذي ارتضيت ان اري الدنيا من خلال عينيه وان اقايض حريتي بحبه
كان هو نفسه دون مواره ولا تجمل وكنت انا شبح للمراه التي ارادها حتي انتهي بي الامر واقفه امام مرآه لا تعكس صورتي

تعاميت كثيرا عن المؤشرات التي ظهرت في بدايه علاقتنا الي ان جاءت الحقيقه التي اغمضت عيني عنها كثيرا وتحطم امامي الصنم الذي صنعته لاعبده
تحايلت علي رحيله بالانخراط في عالمي الزجاجي الهش احتمي من بروده ايام فارغه تعربد بها تلال الذكري التي تمسك بتلابيبي ليل نهار
استغرقني ذلك سنوات لمحاوله لملمه اشلائي ورأب الصدع الذي اصاب حياتي كنت ببساطه ابحث عن دفقات من الاكسجين النقي ادفع بها التكلس الذي اصاب رئتي بفعل الهواء المعطن الذي احاط بي

فكرت ان اشتري تورته مكتوب عليها الثلاثين ضار جدا بالصحه الا انني تراجعت خجلا
كيف سأشرح للبائع مخاطر الوصول الي تلك العتبه المؤلمه والولوج في مغاره العد التنازلي
ربما يمكن وضع شيء اكثر ابهاجا كعباره " ثلاثون عام من الخبره"
ولكن اي خبره حظيت بها خلال تلك الثلاثون لعلها خبره الاحباط ومرونه تلقي الصفعات والقبول بانصاف الاشياء
استطيع الان القول وانا مرتاحه البال اني فقدت بكاره ايامي ودهشه روحي واصبحت انام هادئه البال دون احلام جميله تعكر صفو حياتي
حتي عملي اصبحت اؤديه بمنتهي الانهماك الحيادي وكأني ترس في ماكنه جل همها ان تنهي دورتها في منظومه معده سلفا ليس بها اي ملمح لابتكار او تفكير
تعلمت كيف اخدر روحي بمحقنات من الياس المثالي
تعلمت فن الوقوف في الصفوف الاخيره
تجربتي الحزبيه اليتيمه اتاحت لي معرفه ان السيرك ليس المكان الوحيد لرؤيه الاراجوزات والبهلونات
اتأمل وجهي في المرأه الحظ لأول مره خطوط رفيعه جدا لاتري الا بالمرايه المكبره عند اماكن التعيبر و زوايا الفم وعلي جانبي العين ولكن لا داعي للقلق مع وجود البوتكس والهاليرونيك اسيد
شعور بالاستغراب يعتريني كلما عاودتني تلك الحادثه التي أجاهد من اجل طردها من تلافيف عقلي
عندما تقدم للزواج مني ذلك الشاب الذي كان يصغرني بعامين كان من المنطقي ان أرفض وكان من المتوقع ان يصر هو علي اقناعي
اما المفاجاه ان يرفض اهله " هتخلف امتي دي وهي داخله علي التلاتين "


ربما هناك جانب ايجابي رغم كل ذلك فقد تخلصت اخيرا بمساعده الروأكيوتان من متاعب البشره الدهنيه وحب الشباب ومن الممكن الاستعانه بي في الترويج للدواء بعرض صوري قبل وبعد

تستوقفني المعركه التي يخوضها شعري ضد الشعيرات البيضاء التي بدات في استيطان مفارق شعري وعلي الجانبين اتمني ان اكون مثل بطلات الدراما المصريه التي تبقي الشيخوخه علي جمال وجوهن ونضارتها مكتفيه فقط بزيارات خاطفه تاركها ذكري من الخصل البيضاء علي الجوانب
لن ارتدي الحجاب بغض النظر عن فرضيته من عدمه مازلت احب شكلي بشعري
ممكن اغير لونه من العيب استقبال تلك المناسبه بنفس اللون القديم امي تقول دائما ان الشعر القصير بيكبرني في السن اقرر علي الفور ان امنحه تدريجه جديده
ساستغني عن النضاره واعتمد علي الحواس الاخري لابد من الحظر في تلك المرحله الحرجه فاي شيء ممكن ان يفهم خطأ
تحذرني امي يوما انني ساموت من الكافيين الكثير اقول لها من لم يمت بالكافيين مات بغيره
اقرر ان ابدا دايت جديد في محاوله لوقف الكيلو جرامات الاخذه في الذياده وكبادره حسن نوايا اشتري سيكولاته كيت كات من الحجم الكبير لاعطائي الدعم المعنوي

افكر في صياغه جديده للعلاقه مع الحيوانات تتلائم مع المرحله الثلاثينيه
تلك القطه الملعونه لابد ان تغير معاملتها معي اطعمها واراعيها وبدل من رد الجميل ومعاملتي باحترام تهدر هيبتي وهي تنبش باظافرها في بنطلوني مخلفه لثار صغيره لاقدامها المتسخه


عرجت علي محطه الرمل اسماء كثيره اختفت كانت من معالم المدينه وحل محلها اخري جديده تدهورت سينما استراند التي بدأت علاقتي بها منذ فيلم ايس كريم في جليم يجاورها تافرنا التي كنا نلتهم منها ساندوتشات الشاورما المشهوره بها في ذلك الوقت
البن البرازيلي القديم بلونه البني العتيق وسقفه العالي وصور الابيض والاسود لاصحابه الخواجات بالبدل الاسموكنج الفاخره ونظره ملئها الثقه والعزه تحيط المكان بجو مخملي لزمن غابر مضمخ بعطر ارستقراطي حميم تحول المكان الي شيء اخر والسقف تم استغلاله الي دورين اختفت صور الاجداد لتفسح الفرصه لجدران مطليه بالون اخضرزاعق عليه صور اخري لماجات وحبوب قهوه مع بضع كلمات اجنبيه علي غرار الكافيهات الحديثه التي اجتاحت مصر في السنوات الاخيره

تعرفت علي كارفن في شارع السلطان حسين عندما ودعت ايام الثانوي لالتحق بكليه الهندسه وكان هو اول من وضعني علي اعتاب انوثه جامعيه ومقصه يعبث باطراف شعري قبل ان يدفع الهواء الساخن داخله ويلفه بالرولو فتأتي النتيجه رائعه
تغير طقم العاملين به بعد اصبح المحل للمحجبات فقط و لم يعد هناك عرائس سألت عن مدام صفاء كانت امنيتي ان تضع لي مكياج ليله فرحي مضت 15سنه مازلت مدام صفاء تزين العرائس ومازلت انا انتظر دوري كما وعدتني هي " انتي بس اعمليها شوفي هتطلعي قمر ازاي من تحت ايدي "
اذهب الي سان ستيفانو لشراء هدوم وكعادتي ابتعد عن كل ماله علاقه بالكلاسيك والكعب العالي اعود فاجد السياره متكلبشه اجري الي الظابط احاول عبثا ان اشرح له دقه موقفي اصلي كملت 30
يهز راسه لايبدو عليه الفهم يحرر لي وصل بدفع 25جنيه
اخرج 30 فيصادرالعسكري الملعون الخمسه المتبقيه وهو يقول لي في لزوجه معتاده كل سنه وانتي طيبه

يتابعني شاب بنظراته المحه بطرف عيني وكلماته تصلني " والله حرام تبقي لوحدك كده شكلي هبدأ اصدق ان احنا ماعندناش نظر " يشبه كل الرجال الظاهر ان مافيش فايده
في الطريق الي البيت امر امام محل كشري كبير يعلق صوره البابا شنوده يبايع جمال مبارك

تهديني سحر الموجي قطعه بملمس الجنه " طقس العبور ليس واحد في رائعتها " نون "
يخترقني نصل كلمات نديم وهو يترك ساره من اجل تلك البنوته التي حكي لها عنها
تتلقي عني انصال اللحظات التي عشتها معه ، تهدهدني في حضنها وهي تهمس
" ولكن الرحله مع الوقت ورغم الاسي تصير ممتعه وعيناكي قد اعتادت العتمه فانتبه قلبك واذنيك قد اعتادت الصمت "






































































هناك تعليق واحد: