الجمعة، 10 سبتمبر 2010

متي تعلنين وفاه الحب

جمعتني بها المصادفه كانت زوجه لاحد رفاق ما يعرف الحراك السياسي
طبيب نفساني لامع لديه العديد من الانشطه والاهتمامات
كانت زوجته امرأه علي قدر مميز من الجمال محاط بثقافه وسعه عقل قلما يجتمعو في قالب واحد
تصادقنا علي الفور ونشأت بيننا علاقه حميمه تخطت حاجز البدايات
اعتدت ان اقابلهما اسبوعيا في الاجتماعات التي تحضرها معه
كانا نجمين يحسدهما المحيطين بهما علي ذلك التقارب والدفء الذي يصبغ علاقتهما
هو رجلا ليبرالي بكل ماتعنيه الكلمه مثقف متفتح لا يعاني تشوه عقلي مثل كثيرين غيره وجد اكتماله مع امرأه تشاركه اهتماماته كانت تعزو نجاحها كصحفيه الي دفعه لها وتشجيعه المستمر كانت مثاليتهما تتحدي فجاجه الواقع المتواضع الذي نعيشه
دارت الايام دورتها وتفككت شله النضال و تباعدت لقاءاتنا تدريجيا حتي توقفت تماما الي ان عرفت بالمصادفه ان والده يعاني متاعب صحيه وهي التي تقوم علي رعايته
جاءني صوتها مهموم خافت خالي من البهجه التي اعتدتها منها بدت غير راغبه في التواصل مع اي كائن
تعللت في البدايه بضيق الوقت وثقل المسئوليه الملقاه عليها الا انها تراجعت امام الحاحي بضروره رؤيتها والاطمئنان عليها
جلست انتظرها في شيجابي ذلك المطعم اليوناني القديم الذي تفوح من جنباته عطر معبق بذكريات الاسكندريه القديمه احد الاماكن التي نجت من حمي التشويه التي غيرت وجه المدينه القديمه وحولتها الي مسخ بلا هويه اتسلي بمراقبه زبائن من الاجانب العجائز الذين ظلو في المدينه ورفضو مغادرتها
في الموعد المحدد جاءت وكأنها لم تأتي فاللوهله الاولي لم اتعرف عليها
فقدت الكثير من وزنها وانطفأ بريق عينيها الخضراوين ولم تنجح المساحيق في اخفاء الشحوب الذي اعتراها
بصعوبه شديده ارتني ذراعها متورمه مليئه بالكدمات حمراء واخري وزرقاء تشير الي حداثتها
حكت لي عن انها ليست المره الاولي وانه قام بطلاقها 3مرات واحتاج ذلك منه الذهاب الي الازهر للبحث عن حل بعيدا عن اللجوء الي محرم وعن الفتيات اللائي يتعرف عليهن ويعطيهن ارقامه علي مرئي ومسمع منها في اصرار مريض منه علي سحق كبريائها
الجمتني المفاجأه امام شظايا الحقيقه المبعثره امامي
- وايه اللي مخليكي صابره علي الهم ده ماتسيبيه
- اجابت وعينيها منكسه في الارض بصراحه اصلي بحبه
جاءتني اجابتها صفعه علي وجهي
- صرخت " فيها بتحبيه ! حب ايه ده اللي مايحوقش فيه الضرب ده "
- انا عندي امل يعقل ويتغير مع الوقت
- اجبتها متهكمه يعقل ده باعتبار يعني انه عيل عنده 17سنه هيدخل الجيش ويعرف ان الله حق
- استدرت اليها وانا اجلس قبالتها " ممكن اسألك سؤال عمري ماسألتهولك"
- انتو ليه ماخلفتوش لغايه دلوقتي
- هو اللي مش راضي بيقول لو خلفنا عيل واتطلقنا مين اللي هيربيه
- بهدوء وانا احدق في الفراغ " يعني انتي عارفه انه هيسيبك وبرضه مكمله معاه"
- باستسلام يائس وميئوس منه اجابت " لو اقدر اعيش من غيره كنت سبته من زمان بس الموضوع مش بايدي "
تركتها وانا احاول هضم ماقالته لي
عن ماهيه المشاعر التي تسمح لنا بامتهان انفسنا
عن ذلك القهر الذي نختاره كشيء قدري لا فرار منه الا بالانسحاق امامه والخضوع له
عن الساديه العاطفيه التي تجذبنا الي من يدمينا ويعذبنا
عن العمر المرتهن لاجل لحظات مختلسه من الكذب الباذخ