جاءت البدايه في موقع نائي معزول قبلت العمل به من اجل البعد هربا من
شر مطلوق العنان يعصف بمن يقف في طريقه محميا بادوات السلطه والنفوذ والقهر والارهاب والخوف علي لقمه العيش
كانت تجربه اصعب من ان تروي علاقات اخطبوطيه تمتد وتتشابك كالسرطان اجواء مشحونه بالمؤمرات الدنيئه وسط اناس لا تتجاوز ذممهم ممسحات اقدامهم
الجميع يتقاضي االرشوه ببساطه وسهوله بمسميات جاهزه تلك عيديه وتلك مساعده واخري حق عرب ورابعه مجاملات اجتماعيه بدء من العامل مرور بالمشرف الي ان نصل للاستشاري الذي يرتشي بيمينه مالا تعرفه شماله
يتقودهم في سفاله منقطعه النطير مدير يتحالف مع الشيطان من اجل مصالحه الخاصه
ببساطه شديده انا امام هرم من الفساد ومايظهرللبصر هو قمته فقط
كان الاختبار صعب وليس ثمه مخرج اما مسايره الركب والتغاضي تلك الرائحه التي تطبق علي انفاسي مختفيه خلف تراث مصري اصيل من الامثله العريقه من عينه عيش ندل تموت مستور والبلد اللي مالكش حد فيه شلح واجري فيه
واما النجاه والهروب بعيدعن رمال الفساد المتحركه قبل ان تسحبني معها
ولانني كيشوتيه اي اتبع مبدا دون كيشوت الذي كان يصارع طواحين الهواء فقد تصورت في لحظه عبثيه لا وجود لها الا في مخيلتي البيضاء انه يمكن تطهير المكان
ولكن لان المصالح تتصالح وتتداخل في مساراتها المحدده سلفا قبل ان تصل الي المغاره التي يقوم علي حمايتها المائه واربعين حرامي
فقد ذهبت جهودي ادراج الريح وتحطمت محاولاتي الحالمه علي صخره الواقع واانسحقت ارادتي تحت وطأه شلالات البيزنس المتعفنه
اتخذت قرار اخير بالقاء الكره في ملعب المديرين يصاحبني بصيص امل ان يكون منهم من يزل يحمل بذره مطموره لبقايا شرف وامانه
3شخصيات تظهر علي الساحه
1- م/ع نائب مدير الفرع والمشرف علي قطاعنا
2- م/ط مدير عام المشروعات
3- م/ي مديري المباشر
دفعت الباب بيدي ودخلت لاجلس علي اقرب كرسي دون ان انطق بحرف
نظر لي ط وقد امتقع لونه "ايه ياداليا مالك شكلك فيه حاجه "
اجبت وصوتي يصطبغ بنبره غضب جاهدت لاخمادها " عامله اضراب عن الشغل مش هشتغل "
ويبدو ان اجاباتي قد استرعت ع فوضع سماعه التليفون جانبا وهو يسالني في تعجب " اديري بصيلي مش عاوزه تشتغلي ليه "
وكانه وضع يده علي منصه صواريخ معده للنطلاق "خلاص مش قادره كفايه بقي كده هفضل لابسه السلطانيه لحد امتي قرفت مش نافع معايا "
تدخل ط في الحوار "طب فيه حاجه جددت" وانا اتارجح علي حافته الجنون "لا ابدا اصلي كنت لابسه السلطانيه معوجه دلوقتي اتقلوظت فراسي مابقيتش قادره تشيلها "
تدخل علي بنفاذ صبر" ايه ياداليا الكلام ده انا كنت مستجدعك اوي كده بقي هزعل منك"
خلاص ياباشمهندس مش عارفه اتعامل مع المهندس ي وانطلقت في وصف جزء يسير مما يحدث معي
قاطعني وقد ركبته الروح الطيبه لا معاكي حق ماينفعش انا هكلمه في التليفون واشوفه كده
اتخذ القرار بصمت مطبق وتواطوء غير معلن وع يبلغني في لهجه ابويه كاذبه "سيبك من الموقع وخليكي معانا هنا في الاداره احنا محتاجين خبرتك " كانت الصوره واضحه بضروره اختفائي عن مسرح الاحداث
في لحظه وجدت نفسي عاريه الا من بضع كلمات مواساه ونصائح بالتماسك وطلب العوض من الله
لم احزن مثل السابق فلم يعد يربطني باي مكان سوي بضع اوراق اخذها وارحل دون الم
عدت الي المنزل استقطر المراره واكثفها لاضعها في قنينه اعلم جيدا انني ساعود اليها عندما تعتق لاذكر نفسي كم كنت قويه واستطعت تحرير روحي