الاثنين، 19 أكتوبر 2009

العبور للمستقبل محفوف بالصرف الصحي


جاءت البدايه في موقع نائي معزول قبلت العمل به من اجل البعد هربا من
شر مطلوق العنان يعصف بمن يقف في طريقه محميا بادوات السلطه والنفوذ والقهر والارهاب والخوف علي لقمه العيش

كانت تجربه اصعب من ان تروي علاقات اخطبوطيه تمتد وتتشابك كالسرطان اجواء مشحونه بالمؤمرات الدنيئه وسط اناس لا تتجاوز ذممهم ممسحات اقدامهم
الجميع يتقاضي االرشوه ببساطه وسهوله بمسميات جاهزه تلك عيديه وتلك مساعده واخري حق عرب ورابعه مجاملات اجتماعيه بدء من العامل مرور بالمشرف الي ان نصل للاستشاري الذي يرتشي بيمينه مالا تعرفه شماله
يتقودهم في سفاله منقطعه النطير مدير يتحالف مع الشيطان من اجل مصالحه الخاصه
ببساطه شديده انا امام هرم من الفساد ومايظهرللبصر هو قمته فقط
كان الاختبار صعب وليس ثمه مخرج اما مسايره الركب والتغاضي تلك الرائحه التي تطبق علي انفاسي مختفيه خلف تراث مصري اصيل من الامثله العريقه من عينه عيش ندل تموت مستور والبلد اللي مالكش حد فيه شلح واجري فيه
واما النجاه والهروب بعيدعن رمال الفساد المتحركه قبل ان تسحبني معها
ولانني كيشوتيه اي اتبع مبدا دون كيشوت الذي كان يصارع طواحين الهواء فقد تصورت في لحظه عبثيه لا وجود لها الا في مخيلتي البيضاء انه يمكن تطهير المكان

ولكن لان المصالح تتصالح وتتداخل في مساراتها المحدده سلفا قبل ان تصل الي المغاره التي يقوم علي حمايتها المائه واربعين حرامي

فقد ذهبت جهودي ادراج الريح وتحطمت محاولاتي الحالمه علي صخره الواقع واانسحقت ارادتي تحت وطأه شلالات البيزنس المتعفنه

اتخذت قرار اخير بالقاء الكره في ملعب المديرين يصاحبني بصيص امل ان يكون منهم من يزل يحمل بذره مطموره لبقايا شرف وامانه

3شخصيات تظهر علي الساحه
1- م/ع نائب مدير الفرع والمشرف علي قطاعنا
2- م/ط مدير عام المشروعات
3- م/ي مديري المباشر

دفعت الباب بيدي ودخلت لاجلس علي اقرب كرسي دون ان انطق بحرف
نظر لي ط وقد امتقع لونه "ايه ياداليا مالك شكلك فيه حاجه "
اجبت وصوتي يصطبغ بنبره غضب جاهدت لاخمادها " عامله اضراب عن الشغل مش هشتغل "
ويبدو ان اجاباتي قد استرعت ع فوضع سماعه التليفون جانبا وهو يسالني في تعجب " اديري بصيلي مش عاوزه تشتغلي ليه "
وكانه وضع يده علي منصه صواريخ معده للنطلاق "خلاص مش قادره كفايه بقي كده هفضل لابسه السلطانيه لحد امتي قرفت مش نافع معايا "
تدخل ط في الحوار "طب فيه حاجه جددت" وانا اتارجح علي حافته الجنون "لا ابدا اصلي كنت لابسه السلطانيه معوجه دلوقتي اتقلوظت فراسي مابقيتش قادره تشيلها "
تدخل علي بنفاذ صبر" ايه ياداليا الكلام ده انا كنت مستجدعك اوي كده بقي هزعل منك"
خلاص ياباشمهندس مش عارفه اتعامل مع المهندس ي وانطلقت في وصف جزء يسير مما يحدث معي

قاطعني وقد ركبته الروح الطيبه لا معاكي حق ماينفعش انا هكلمه في التليفون واشوفه كده

اتخذ القرار بصمت مطبق وتواطوء غير معلن وع يبلغني في لهجه ابويه كاذبه "سيبك من الموقع وخليكي معانا هنا في الاداره احنا محتاجين خبرتك " كانت الصوره واضحه بضروره اختفائي عن مسرح الاحداث
في لحظه وجدت نفسي عاريه الا من بضع كلمات مواساه ونصائح بالتماسك وطلب العوض من الله
لم احزن مثل السابق فلم يعد يربطني باي مكان سوي بضع اوراق اخذها وارحل دون الم
عدت الي المنزل استقطر المراره واكثفها لاضعها في قنينه اعلم جيدا انني ساعود اليها عندما تعتق لاذكر نفسي كم كنت قويه واستطعت تحرير روحي

الخميس، 15 أكتوبر 2009

وجه جديد للصداقه

جاءني صوتها عبر الهاتف بعد غياب طويل محملا بسخونه الاشواق
انتفض صوتي ببهجه المفاجأه مش معقول انتي جيتي امتي ؟
وصلت امبارح بالليل واول ماصحيت كلمتك علي طول
نتقابل علي طول بقي ،،، قولتها وانا استشعر دماء جديده تعود الي روحي المنهكه
قفزت علي عجل افتح الدولا ب انتقي منه بتريث وكأني ذاهبه لمعاد حبيب لم اره منذ زمن

في نفس مكاننا المفضل حيث اعتدنا ان نلتقي لسنوت قبل ان تتزوج وتسافر دبي مع زوجها
جلست انتظرها علي طاوله تطل علي البحر والذكريات المختزنه بين جدران المكان تتصاعد في عقلي
جاءت بدايه تعارفنا في الجيم تعاني هي من كرش تريد ان تمحيه واعاني انا من جناب اريد ان انسفها
بدات الجيره بيننا علي المشايات الكهربيه كل علي واحده ينتابني الانهاك فاتابعها بطرف عيني اجدها كفرسه جامحه انفق قيدها فانطلقت تعدو في البراري بلا قيد فاذيد السرعه ينتابها هي الانهاك فتنظر لي وهكذا ،،،،
خرجنا بعدها نتناقش حول روايه علاء الاسواني يعقوبيان يومها اختلفنا بشده حول نسجه لشخصيه حاتم رشيد الصحفي الشاذ بينما اتفقنا بشده علي نعمات البحيري ورائعتها الاخيره يوميات امراه مشعه التي نعت فيها نفسها دون رثاء وهي علي اعتاب استسلام لنهايتها القدريه التي تتربص بها طيله الاحداث
ينتابني شعور بالامنتان عندما اتذكر لها كيف شاركتني تلك اللحظات المفعمه بالاسي وانا اتجرع الترياق المر لرجل يسري في دمائي
جاءت من بعيد نفس الشكل لم تتغير كثيرا يمكن بس جسمها تخن شويه

عانقتها بقوه وانا اضحك مليتي شويه ... ردت هي في سرعه وانتي خسيتي ههههههههههههههه
جلسنا متقابلين في دفء حميم صمت بلا صمت وكلام تنطقه العينان ودفء حميم يحتضنا
- احكيلي اخبارك ايه حياتك عامله ازاي ؟
-والله الحياه هناك غاليه جدا بشكل ماكونتش اتصوره !
-انا قصدي علاقاتك والناس والاصحاب بقي
-والله الازمه الماليه خليت كل الناس تعبانه وماحدش فاهم حاجه !
-بذمتك ماوحشتكيش القلعه وبحري ومحطه الرمل اكملت وانا اعتدل فاكره الشاورما عند تافرنا والرز باللبن من الشيخ وفيق والبيتزا من شيجابي ،،، اتحداكي تلاقي الطعم ده
-لا ابدا ده الشيفات هناك غير هنا خالص وخصوصا في الاوتيلات الخمس نجوم ده فيه شويه مطاعم هندي وشامي انسي بقي !
- وانا اتخفي وراء مرح بدات ملامحه في التلاشي مين فات قديمه تاه اديكي رجعتيلي برضه وهنرجع ايام زمان
-طبعا طبعا انتي عارفه والله انا واخده اجازه بالعافيه اصلهم ماعدوش بيدو اجازات غير بس السنويه وكمان بالخضم علي حسابك !
-همست ببحه مكتومه وانا اقاوم احساس بالاختناق يحاصرني المهم تكوني كويسه
-والله ماحوشناش حاجه يادوب فتحت حساب واهو ماشيه!
-احاول ابتلاع صدمتي " طب هترجعي الروتاري بقي"
-لااااااااا اصل خالد مش بيحبه
-في استغراب طب ومشاريعك والموقع بتاعك علي النت اللي كنتي عاملاه ده كان تحفه
-هزت كنفيها باستهانه ولا مبالاه" كبري بقي مين عنده وقت لكل ده" مكمله اه -قوليلي عاوزه اروح مكتب صرافه
-قولت في محاوله يائسه اخيره لتغيير مجري الاحداث
-مش عاوزه نروح قصر ثقافه راس التين ولا مكتبه الاسكندريه
-اه بس بعدين اصلي مشغوله عاوزه اروح العطارين اجيب ستاير للشقه

جاءت القهوه اخذت رشفه ورائحه البن تتصاعد ممتزجه بمراره خيبه الامل
تعلو اسوار الصمت في المكان تطبق علي كل شيء وعقلي يعمل مثل طاحونه وانا اري الافكار تدور داخلي في صخب
ثمه وهج قد انطفا
ربما العينان وكأن غيمه رماديه تخللتهما فخبت جذوتهما فتركتهما بتلك النظره المسجاه
اخرجني من تاملاتها صوت ثرثرتها لم اميز منها الكثير
اتأملها وداخلي يتشكل السؤال مين دي

لم انطفأ المصباح ؟
لقد أحطته بمعطفي ، ليكون بمنجي من الريح ،
ولهذا فلقد انطفأ المصبح
لم ذوت الزهره
لقد شددتها الي قلبي ، في شفغ قلق ، ولهذا فقد ذوت الزهره
لم نضب النهر
لم انقطع وتر العزف
(شاعر الهند العظيم طاغور )