الثلاثاء، 30 مارس 2010

رجلا كالاخرين





التقته هي بأحدي مايطلق عليه اليوم طرق التعارف الحديثه يحتضن احلام نابضه بحدود بلا نهايات وطموحات تعانق السماء مسكون بتمرد يتناسب مع مابدا لها من من روح متوثبه تميل الي جنوح هادر يتناغم مع صخب عيناه المتقدتان بذكاء حذر

استطاع ان يفلت من فخ الوظيفه وان يفرض واقعه الخاص وسط مجتمع لا يعرف الا منهج الكانتونات الفكريه والشيزوفرنيا المنهجيه والتيه الانتمائي وتردي الاردات وتدهور الضمير
حقق قفزات في طريق نجاحه العملي قلما تتحق لمن كان في مثل سنه فبدا واثقا من نفسه يرفض الحلول الجاهزه والوصايا القبليه
ارجع بقائه بلا زواج لعدم عثوره علي المراه المناسبه واضعا شروط وصفها انها من النادر ان تتوافر في المراه المصريه التي جل اهتماتها لا تخرج عن التفكير في الزواج والانجاب
ناعيا عليها محدوديه اهتماماتها وضعف ثقافتها واكتفائها بالرجل كهدف يلهيها عن اي تحقق اخر
صارحها منذ الوهله الاولي انها مختلفه عن كل من قابلهن وكيف انه اخيرا يجد الند له التي تحاوره وتناقشه ولا تكتفي بدور المستمع
ذايد علي ليبراليتها بافضل منها وخطب كافضل مايكون عن الحريه والمساواه والحب ولا مانع من بعض الجمل الفاخره عن الادب والشعر يؤكد عليهم بحضور ندوه لعبد الرحمن يوسف وبعض النشاطات المتواضعه علي النت
حكي لها ببساطه مغامرات الجامعه وايام الشقاوه علي حد زعمه واكتفت هي بمتابعته وهو يتسلل بمهاره بهلوان في سيرك ويقفز فوق الغامها التي زرعتها في طريقه محاذرا الا يسقط في هوه محاولتها للوصول الي اغواره

بأصرار شديد وبتمرس خبير بدا في محاوله استدراجها الي متاهه سراديبه المكهوفه
المفخخه بجلسات شاعريه ورسائل مسربه عن احلام سرابيه ووعود ضبابيه


تجاهلت عن عمد المصادفه القدريه التي قابلته فيها تعثرت فوق عتبه كلماته وهو يحدثها عن القسمه والنصيب التي تربطه بها
برغم شعور بالشغف وسماعها صوت قلبها الاخذ في الخفق الا انها كانت واضحه معه منذ اللحظه الاولي في ايقاف نزيف العلاقات المبهمه وذكريات العمر المهدره بلا طائل
حاصرته برغبتها في ايجاد مفهوم محدد للعلاقه صاغها لها في عبارات منمقه انتقاها بعنايه شديده حرص خلالها ان يؤكد لها انه ورغم اعجابه الشديد بها الا ان الامور ليست بتلك البساطه وان الاختلافات بينهم في الطباع لايمكن تجاهله تاركا خلفه باب موارب يستطيع من خلاله ان يدلف به الي حياتها من جديد اذا أراد
اعتادت فترات غيابه عنها يعود محملا بحوارات صاخبه ونقاشات ساخنه تفتح مسارات بالدماء الي حياتها الراكده
في تلك المره طال غيابه بشكل لم تعتده اكثر من ثلاثين يوم قضتها خاليه من مشاغاباته ومناكفاته وداخلها يدوي صخب غيابه
مصادفه القت بها امام الشاشه لتجده اون لاين
- فينك كل المده دي
- انتي اللي فينك
- ابدا والله لا جديد
- مش معقول عاوزه تفهميني ان انتي بقالك اكتر من شهر مختفيه من غير حاجه ........... ده انا قربت اخلف
- لم تستوقفها الجمله ربما لم تستوعبها بعد
- شغل وبيت والباقي انت عارفه المهم احكيلي انت عامل ايه
- شغلي ماشي تمام انا اتجوزت واخويا كمان اتجوز و.................جواز صالونات اصلها بنت عمي شغل صعايده يعني
حدقت امامها في الشاشه و هي تري الحروف تتشابك وتلتف حول عنقها باصابع مرتعشه وانفاس متلاحقه وضعت كلمه النهايه " مبروك " عبرت عينيها غيمه محمله بأمطار مالحه

وحدها التي ستأتي بعدي ستنصفني
وهي تفرغ جيوب قلبك
ستكتشف كم كنت ثريا بي
( احلام مستغانمي)

تأكدت من صدق شكوكها ان ذلك التمرد الجامح والتفرد المميز هو الا قفاز ناعم يخفي داخله بمهاره يصعب تحسسها تركه قديمه من العادات والتقاليد المتكلسه يمسك بها ذلك القابع في اعماقه من اقصي الصعيد
وان احلامه في الهجره والسفر لافاق بعيده لبلاد تري شمس حقيقيه لا تحجبها بلاده الحس وغيوم الادراك وجمود المشاعر لا تتعدي مسار انفاسه المعبقه بمزاج زئبقي
اراد ان يكون مختلف فجاء اختلافه فقط في درجه التشابه مع سابقيه
اراد ان يكون اي احد الا هو

تستعيد كلماته وفي كل مره تضع يدها علي المذيد من الثغرات تهدم بها روايته المختلقه وتثبت ان الزواج كان معدا له منذ الوهله الاولي تعلم جيدا ان الحقيقه في تلك اللحظه تعني موت وجودي لذلك الرجل في حياتها
منين جواز صالونات وهي بنت عمه وادامه طول عمرها
طب في اقل من شهر ازاي لحق يجهز شقه ويجيب عفش ويعمل فرح
تستلقي علي ظهرها من الضحك اما عبيط صح
تصور انها ستبتلع حكايه خرقاء ومنطق اعرج بتلك السذاجه
- افاقت علي رسالته انتي مشغوله ولا ايه
- ابدا معاك اهو
- هو انتو ليه بتنامو بدري كده
- احنا مين
- البنات يعني اصل مراتي نامت بدري
- مش كل الستات ما انا اهو بنام الساعه 1 وبصحي 6 ونص الظاهر انكو مختلفين في حاجات كتير
- مش هقولك لا بصراحه اه
ينسكب حزنها فوق روحها " ليه تتجوز ست مختلفه عنك "
بحذر شديد ويدها مازالت تدلك زرقه كدماته " عندك صور الفرح "
-ببراءه تمساح انتهي لتوه من التهام ضحيته " عنييا بس خدي بالك العروسه منتقبه "
يدوي صوت انكسارها داخلها مردد ملايين الصرخات "هو ده اخرك "
تستعيد كلماته وهو يردد علي مسامعها " انا مش عاوز مجرد زوجه انا عاوزست تكملني

ينفجر بركان غضبها يرمي بحمم مشتعله بدمائها وهي تواجهه
" لما انت متدين كده وبتجوز واحده منقبه ايه بيخليك تعرف واحده زيي بتلبس ضيق "
وهي تكمل في سخريه منقوعه بسم " ياتري بقي جبت معاك محرم علي النت ولا جاي لوحدك "
في محاوله لايقاف طوفان ثورتها اجابها " انا فعلا راجل مذدوج مش هقولك لا "
قاطعته وصوت الكيبورد يتداخل مع هدير الماكينات الناطحه في عقلها
" ده انا كنت معاك قبل جوازك باسبوعين ومخبي عني انك بتجوز"

كذبه يعريه يخلع عنه قدسيه ذكوريه حمقاء لن يقبل امراه ندا له امراه تجادله وتناطحه راس براس في السياسه والادب والشعر والاقتصاد
امرأه يتجاذب قدرها انجذاب البحر للمد والجزر
امرأه تحمل روحها تعويذه لم تجد من يفك رموزها
تزوج اخري يعلم جيدا انها بالكاد تقرا الصحف امرأه مسطحه قررت ان تغتال انوثتها لتقدمها قربان لرجل لايريد سوي بقايا امراه تتعثر بنقابها كلما سارت خلفه امراه تدخر نفسها لذلك القادم من منازل الاله فارس نبيل يحمل بيده مبخره الحكمه والمعرفه يداري رجوله هشه بفياجرا مغشوشه لا تستطيع سوي فض بكاره مستباحه

اشياء تكذب
اشياء تنتحب
اشياء تنصب عليك
واخري لم تصدقها
الا بعد ان انتهي كل شيء
(احلام مستغانمي )

لن يفهم هذا الرجل مدي الخراب الذي الحقه بصورته عندها
لن يفهم ان تلك الثقه التي اولتها له و اصابها التصدع والدمار لم يعد في الاماكن اصلاحها

صار الان عليها ان تفصل امصاله من جسدها وتبتر اذرعه الاخطوبتيه الملتفه حول روحها
ربما لم تحبه ولكنها أرادت ان تكسر به حدادها العشقي وان تعلن تمردها علي عبثيه مشاعرها لرجل لا تتذكر له سوي انه اهداها احساس بالوحده لانه قرر ان يتشارك حياته مع امرأه اخري

الذي لا يعتبرك رأس مال لا تعتبره مكسب
(ايزنهاور)




هناك تعليقان (2):

  1. بصراحة أنا معجب جداً بأسم هذه المدونة أسم يحمل
    الكثير من المعاني والسخرية بس نفسي أعرف المعنى
    من بطن الشعر وشكراً على تعليقك على مدونتي
    www.adpsakher.blogspot.com

    ردحذف
  2. يبقه حنعزي في حضرتك في عمر مكرم
    لو بعت عنوان الدكتر
    والف شكر على المتابعه

    ردحذف